أين العالم من استخدام السلاح النووي ثانية ؟
المعروف عن السلاح النووي انه سلاح ردع ومن يمتلكه يضمن ان لا أحد يجرؤ على مهاجمته.
امتلاك السلاح النووي في حد ذاته لا يطرح مشكلا إن اقترن مع مسؤولية الدولة وسيادة القانون فيها أو مع حصرية مجال العداء الموجب للتحصن بالسلاح النووي كما الحال في الهند وباكستان والصين مثلا.
المشكل الحقيقي، والذي بات يدعم المخاوف من استعمال وشيك للسلاح النووي هو عندما تكون الدولة التي تمتلك السلاح النووي محكومة حكما شخصيانيا دكتاتوريا لا يخضع اتخاذ القرار فيه لمعايير محددة خارج مزاج الدكتاتور الحاكم بأمره كحال بوتين في روسيا او زعيم كوريا الشمالية مثلا. أو عندما تكون الدولة التي تتطلع لامتلاك السلاح النووي دولة غير مسؤولة كإيران التي يحكمها من لا هو ولي ولا هو فقيه ولا سلطة لمنتخبيها أمام سلطة المراجع الدينية الضبابية في شكلها وفي كل مضامينها.
ما يدعم احتمال أن استعمال السلاح النووي أقرب الآن من أي وقت مضى هو حتمية توسع الحروب الدائرة الآن، سواء منها تلك المستعرة في أكرانيا منذ أكثر من سنتين أو حرب حماس وإسرائيل في غزة والأقرب عمليا لأن تشمل لبنان قريبا ومن بعده إيران حتما.
ليس من الراشد مطلقا بالنسبة لإسرائيل بأن تقبل بغير القضاء النهائي على حماس في غزة وعلى ميليشيات الملالي في لبنان وذلك قد يدفع بها خاصة على جبهة الشمال أن تكون أكثر عنفا وحزما مع خيارها الاوحد ببقاء اسلحتها تقليدية لما للساحات من تداخل غير أن حرج ذلك قد يرتفع إن قررت أن تستغل الفرصة لاقتلاع الداء من جذوره ووصل بها الأمر، هي أو حليفتها الأبدية لضرب إيران وتحطيم حلمها في امتلاك السلاح النووي.
كما أن غرور بوتين قد يدفع به، إن لم يجد الروس سبيلا للتخلص منه وفق اي سيناريو محتمل وممكن قريبا، لإشعال حرب أوسع من تلك التي يديرها في أوكرانيا وأيدي كل خصومه المحتملين على الزناد النووي على قدر كبير من الجاهزية.
زيني محمد الأمين عبّاس
29 أفريل 2024