نوفمبر 22, 2014

23 نوفمبر 2014 بتونس يوم الحسم

By زيني محمد الأمين عباس

مع اكتمال كل الاستعدادت لذهاب التونسيين صبيحة الغد الأحد 23 نوفمبر 2014 لصناديق الإقتراع للدور الأول لانتخابات الرئاسة التعددية الأولى من نوعها منذ الإستقلال في أجواء هادئة إلى حد الآن يطيب هاهنا تسجيل بعض الملاحظات المختصرة والتنبؤات بما ستكون عليه النتيجة وفق ما تمكن قراءته من الساحة السياسية.

الملاحظة الأولى تتعلق بحقيقة أن فوز مرشح النداء الباجي قائد السبسي يبدو شبه حتمي ويختصر كل الرهان الآن على معرفة ما إن كان ذاك الفوز سيكون في الدور الأول أو في الدور الثاني وشبه اليقين بهذا الفوز ينبني إضافة إلى نتائج الانتخابات التشريعية على ما استفاد منه هذا الحزب من الدعاية السلبية أيام حكم الترويكا خاصة في اللحظات التي يتجسد فيها الفشل والعجز عن مواجهة الاستحقاقات الكبرى والاستجابة لتطلعات الشعب. فولدت تلك الدعاية نوعا من المصالحة بين الشعب وبين ما يتهم به نداء تونس من تمثيلية للنظام القديم بل إن كثيرين باتوا يتمنون عودة النظام القديم ولو في شخص بن علي ذاته أملا في استعادة ما ضاع من استقرار مجتمعي ومعيشي ومن هيبة للدولة.

الملاحظة الثانية تتعلق بما عساه في نظري يكون المفاجأة التي تكذب كل استطلاعات الرأي التي تظهر نوعا من انحصار التنافس بين الباجي قائد السبسي والرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي. تلك الثنائية التي تنبني نظريا على اختصار أن الرئيس المرزوقي لا يزال يمثل الحليف الفعلي لحركة النهضة التي أخرجت نفسها من هذا السباق حين اختارت عدم الترشح له مكتفية بما كانت تعتقده معطا من فوزها المحقق في الانتخابات التشريعية وتموقعها حيث ركزت كل السلطات بيد رئيس الحكومة وهذا مجاف للحقيقة في الواقع وفي نظري. إذ ليس للرجل من سند حزبي محقق بعد تشتت أو اندثار حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية ولا مستوى الصلاحيات التي تحتكم عليها رئاسة الجمهورية التي يريد الحفاظ عليها بالبالغ ما يمكن أن تؤمن به النهضة إن دعمته ما تريد تأمينه في المرحلة القادمة في ظل تركز كل السلطات الفاعلة في يد غريمها بالأمس وحليفها المأمول غذا.
الملاحظة الثالثة وعلها تكون الأخيرة تفاديا للإطالة هي أن كل ما حققته حملة الرئيس المرزوقي يقتصر على الإبقاء على الاستقطاب الثنائي الذي أمن التصويت بكثافة في انتخابات مجلس الشعب لفائدة نداء تونس في الوقت الذي كان فيه عدد القائمات الإنتخابية كثيرا. ذاك الاستقطاب الذي سيولد نفس التوجه غذا مما قد يسفر عن انتخاب السبسي رئيسا لتونس من الدور الأول وبنسبة تتجاوز الـ 51 أو الـ 52 بالمائة.

زيني محمد الأمين عبّاس
22 نوفمبر 2014