ديسمبر 21, 2014
وأخيرا تنتصر الديمقراطية في تونس
رغم إيماني وقناعتي بأن مفهوم الديمقراطية الذي أقصد ليس هو الذي سيتبادر لأذهان الكثيرين من الذين سيقرؤون هذا المقال فإنني أصر على قول أن الديمقراطية تنتصر هذا المساء في تونس. الديمقراطية بالمفهوذ الذي أقصده هي تلك الآلية التي يتحدد تبعا لها النفاذ لتحمل مسؤولية الحكم على مختلف المستويات.
بعد ذلك أقول إن الأمر وفق المسار الذي هو فيه سابقة كبيرة في تاريخ تونس وفي تاريخ مجتمعاتنا العربية والإسلامية بصفة عامة: أن يتوجه الناخبون لصناديق الإقتراع وهم لا يعرفون مسبقا من سيكون الرئيس الذي ستفرزه هذه الصناديق حتى وإن كان الوضع ليس على هذه الحال في مثال الحال إذ لم يكن خافيا وفق كل المؤشرات أن هذا الدور سيفرز فوز المرشح الباجي قائد السبسي لأن تطلعات الناخبين تتجه إلى هذا التوجه بعد ما خيم اليأس وخابت الآمال من سلطات الإنتقال الديمقراطي المؤقتة التي تصرفت كما لو كانت سلطات دائمة وأخطأت كل طرق الإنتقال الديمقراطي السلس ومعه تطلعات الشعب والمصلحة بل ولم تتجسد فيها حتى مظنة أهلية تبصر تلك المصلحة وكان لكل ذلك الأثر الكبير في تحديد مصير كل من شارك فيها والدكتور المنصف المرزوقي آخر من يقطف ثمرة الفشل بالوكالة لأن الفشل هذه المرة ليس فشله وإنما فشل من لم يكن الفشل يوما في قواميسه.
هنيئا لكل التونسيات ولكل التونسيين وهنيئا لتونس بهذا النجاح الديمقراطي وكل الأمل بأن يكون قادم الأيام أفضل من غاديها.
زيني محمد الأمين عبّاس
21 ديسمبر 2014