أغسطس 2, 2015

مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

By زيني محمد الأمين عباس
لزم أن تسيل دماء الأتراك شلالات على أرض تركيا في تفجير انتحاري فظيع داخل المركز الثقافي لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي ببلدة سروج الحدودية مع سوريا كي تعلم حكومة الإخوان الإسلاموية التركية أن ما يسمى جزافا “تنظيم الدولة الإسلامية” كيان إرهابي ويشكل خطرا تجب محاربته بكل السبل والوسائل.
وقد وعت ذلك فعلا واتخذت على الفور القرار الذي لطالما نشطت كل الدبلوماسيات على حملها على اتخاذه بالتعاون من أجل مكافحة الإرهاب ووضع حد لسيل الإرهابيين المتدفق عبر حدودها منذ أكثر من أربع سنوات في اتجاه ساحات القتال بجارتها سوريا. غير أن مصدق صدق قناعة حكومة إخوان تركيا بضرورة مكافحة الإرهاب إنما يصدق عليه بكل الرمزيات والدلالات والمعاني مضمون رائعة أحمد شوقي :
                        بــــرزَ الــثَّـعــلَبُ يــوماً *** في ثـيابِ الـواعـظـينا
                        ويــــقـــولُ الــحــــمدُ للـ *** ـهِ إلـــه الــعــالــمــينـا
                        يا عــبـــادَ اللهِ تــوبـــوا *** فـهـــو ربُّ الـتَّـائـبـيـنا
                        وازْهَدوا في الطَّيرِ إنَّ الـ *** ـعيشَ عيشُ الزَّاهدينا
                        واطـلُـبـوا الــدِّيـكَ يــؤذِّن *** لـصلاةِ الصُّـبحِ فـيـنا
                        عــرضَ الأمـــــرَ عـلـيهِ *** وهو يــرجو أن يـلـينا
                        فــأجـابَ الــدِّيــكُ عُــذراً *** يا أضــلَّ الـمُـهـتـديـنـا
                        بــلِّــغِ الــثَّـعــلــــبَ عـني *** عن جدودي الصالحيناَ
                        عــن ذوي الـتِّيــجان ممَّن *** دخــلَ الـبـطـنَ اللَّـعـينا
                        أنَّــهُم قـالــوا وخـــــيـرُ الـ *** ـقولِ قــولُ العـارفـينا
                        مُــخـطــئٌ مـن ظــنَّ يوماً *** أنَّ للــثَّــعلَــــبِ ديـــنـاً
وديك ثعلب إخوان تركيا في وجه الشبه هذا هي المعارضة بصفة عامة التي تريد مناهضة بوتينية أردغان وحلم رئاسته موسعة الصلاحيات التي يريد أن يمهد بها لرئاسة مدى الحياة تحصنه من مرمطة أمام القضاء في قضايا فساد ذريته وحاشيته والمعارضة الكردية بشكل خاص وبصفة أكثر خصوصية منها حزب العمال الكردستاني وجناحه المسلح الذي لا يزال رافضا قبول ما تراه أنقرة حلولا لكل خلافاته العالقة مع الدولة التركية والتي تغلب عليها المطلبية القومية والثقافية كردة فعل لما تساس به تركيا من سذاجة محورية المرجعيات العرقية والدينية.
هكذا إذن أصبحت محاربة داعش في فقه أربابها إخوان تركيا طلعة جوية أو طلعتان على الجانب السوري من الحدود وقصف مواقع يتكفل الإعلام المأجور الذمة للإخوان بوصفها لتنظيم الدولة وحرب مفتوحة وبكل المقاييس ضد مواقع الأكراد على ثلاث جبهات : تركيا، سوريا والعراق!!!!!!
والمؤسف في كل هذا السيناريو الثعلبي التركي هو كل ما يتردد من هنا وهناك بدعم “تركيا” في جهودها لمحاربة الإرهاب خاصة من الناتو الذي يُجر بمواقفه المعلنة هذه إلى قبول مخطط إسلامويي تركيا لإسكات كل صوت معارض لمشروع قيصرية أردغان التيوقراطية.
زيني محمد الأمين عبّاس
02 أوت 2015