نوفمبر 11, 2013
ظلال عرفات بعد تسع سنوات
في مثل هذا اليوم الحادي عشر من نوفمبر قبل تسع سنوات رحل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بكل أبعاد حضوره عن عالمنا وترجلت رمزيته عن صهوة جواد قضية شعبه أخيرا ترجلا ماديا بعد أن كان حضوره حضور الغائب قبل ذلك بأكثر من ثلاث سنوات إثر قرار أحادي الجانب من قادة البيت الأبيض والعالم ومن حكام إسرائيل.
ياسر عرفات الذي اقترن اسمه باسم قضية فلسطين واقترنت القضية بكل أبعادها باسمه مرّت كل مراحل زعامته بمستويات متباينة بدأت ببطولات النضال المسلح وسحرية النجاة من كل كمائن إسرائيل ومخابراتها ومرارة ورفاهة ومتعة التشريد من لبنان لتونس وكل عواصم ومدن العالم الأخرى وانتهت بعودة مستبشرة لأرض فلسطين عبر بوابة قطاع غزة ومنها لرام الله والمقاطعة في إطار مشروع الدولة الفلسطينية وفق اتفاقيات أوسلو والأرض مقابل السلام.
عرفات في هذه المرحلة الأخيرة وقع في مصيدة إسرائيل بأن قدمت كل نضاله وبطولاته ونجاحاته والرمزية قربانا لسذاجة فصائل “المقاومة المسلحة” بعد اتفاقات السلام : تحدث الرجل لغة الانتحاريين وبارك بطولاتهم “الاستشهادية” وتغافل عن مدهم بالعتاد والسلاح للحد الذي خسر فيه وخسرت منظمته فتح كل السيطرة وما تزال على نصف أراضي فلسطين (قطاع غزة).
ليس كل هذا من عرفات هو ما يهمنا اليوم هاهنا بقدرما تهم الاشارة إلى أن اللذين يريدون اليوم وفي مثل كل ظروف العرب كلهم وفلسطين إعادة تسليط الضوء على ظروف وفاة عرفات وفق ما يتفق مع جذور التآمر الراسخة في الوجدان وفي العقول إنما يقعون من جديد في فخاخ إسرائيل التي كانت ولا تزال تسعى للحفاظ للفلسطينيين على محاور ارتكاز تشرذم وشقاق كلما أدركت أن محاور أخرى تتهاوى تحت ثقل يأس الأمة وأهل فلسطين.
أمام كل هذه التجاذبات وكل ا الحيز الزمني الذي يأخذه “تسمم أو تسميم” عرفات لا أجد من بد عن طرح الأسئلة التالية عل البحث لها عن إجابات يسهم في النظر للقضية من زوايا أخرى متعددة :
أمام كل هذه التجاذبات وكل ا الحيز الزمني الذي يأخذه “تسمم أو تسميم” عرفات لا أجد من بد عن طرح الأسئلة التالية عل البحث لها عن إجابات يسهم في النظر للقضية من زوايا أخرى متعددة :
- أيحتكم مروجوا فرضية التسميم على ما يستقيم به طرحهم من حتمية أن عرفات ما كان ليموت إلا بالسم أو بالتسميم؟؟؟
- أليست سنوات الحصار – والتي كانوا كلهم جزءا من آلياتها – على عرفات ورزميته للقضية وحدها كافية بأن تقتل الرجل دونما أي حاجة للسم أو لنحوه؟؟؟
- أين كان كل هؤلاء أيام كانت مدافع دبابات جيش الدفاع تطل بفوهاتها الداخنة على عرفات في كل زوايا وأركان غرف نومه المدمرة؟؟؟
- هل كانت إسرائيل بحاجة إلى كل خبراتها ومخابراتها لتسميم عرفات في وقت لم يكن يمثل فيه لقضية فلسطين أكثر من عبئ ثقيل؟؟؟
- أبريئ إثارة كل هذه الضجة اليوم حول تسميم عرفات في وقت حري بالفلسطينيين فيه البحث عن سبل استثمار تهاوي سلطة الإخوان في مصر للتخلص من مقومات بقاء الانقسام الذي تفرضه سلطة الأمر الواقع بصدئ السلاح في قطاع غزة؟؟؟
- أغيرة هي على عرفات أم استثمار لرمزية الرجل لإنقاذ سلطة حماس بمزيد شرذمة الصف الفلسطيني بالبحث في أوساط قادة الرأي فيه عن من سمم عرفات؟؟؟؟
زيني محمد الأمين عبّاس
11 نوفمبر 2013