يناير 29, 2014
شعوب الربيع العربي وتجربة حكم الإرهاب
يقول أحد الأمثال العربية “ربّ ضارة نافعة” ويصدق هذا المثل أحسن ما صدق على حال شعوب الربيع العربي وتجربتها مع حكم الأحزاب والمجموعات الإسلاموية “معتدلها” ومتطرفها وما بينهما من المتوحشين.
الضار في الوضع يتمثل في ارتهان هذه الشعوب في الوقت الذي كانت فيه تتطلع للحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية وكرامة الفرد والمجتمع…. إلى سلطة هاوية ركبت الأصل التجاري الذي كونته لها الأنظمة البائدة باستهدافها وممارسة كل أساليب الغطرسة والتسلط والظلم في حقها لتنال تفويضا شعبيا منقطع النظيرعبر صناديق الإقتراع في أول انتخابات توصف بأنها حرة ونزيهة في وقت لم تكن فيه مقومات النزاهة أو الموضوعية متوفرة في أي من تلك المجتمع أصلا.
ومكمن الهواية يتجلى في سرعة تحويل التفويض الشعبي الذي كانت الشعوب تعلق عليه كل الآمال الشعبية والشعبوية إلى تفويض إلهي ونيل جزاء الصبر والتمكين في الأرض…..
والنافع في الوضع يتمثل في ما جنته وستجنيه هذه الشعوب من وعي بزيف ادعاء تمثيلية تلك الجماعات والمجموعات و”الأحزاب” للدين وقبح استغلالها مظاهر التدين ومفضوح دونية أهليتها لأن تؤتمن على تبصر المصالح وطلبها بالإنابة والتطوع وحجم المخاطر الذي يمثله استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في ظل استمرار سلطتها
كل ذلك يحمل على الأمل في أن تكون هذه الفترة القصيرة من حكم الإسلامويين وما انتهت إليه في كل بلدان الربيع دون استثناء (مصر، ليبيا، تونس سوريا…) وما يتوقع أن تنتهي إليه في أكثر البلدان التي تمكن منها الإسلامويون (تركيا) منيرة للرأي العام بأن لا ينخدع مجددا بادعاء الأهلية بمجرد التستر بجلباب الدين أو ادعاء الخوف من الله والتقوى والورد والاستقامة… وأن يكون ذلك الوعي كافيا لأن تبحث الشعوب عن من تثق في أنه أهل لتبصر وطلب مصالحها دون أي غطاء أو ستار.
هذه الدنيا وهذا تعقيد حالنا فيها وتلك الآخرة واهم كل الوهم من يعتقد بغير تجرّد أي مخلوق من يقين علم لمصائرنا فيها بين يدي الله.
زيني محمد الأمين عبّاس
29 جانفي 2014