أكتوبر 21, 2013

زعموا أنه حدثت عندنا ثورة!!!!!

By زيني محمد الأمين عباس
كثيرون هم الذين يزعمون أن ما يصطلح على تسميته تيمنا “الربيع العربي” ثورات مكتملة الشروط والمضامين وكثيرون هم الذين يصدقون ويبنون الأحلام أكواما بل وينتظر بعضهم بشهية الجياع ريع الثورة وأعيتهم الثورية بكل أوجهها وتجلياتها المصطنعة والمتصنعة.

كثيرون هم أيضا الذين يحاججون بتفنن ومخيال سعته كل تاريخ الحضارة والشعوب مستحضرين ثورات الشعوب مطمئنين ومطمئنين لما أخذته ثمارها قبل أن تطيب وتستطيب من رحيقها كل الأفواه وتمتلأ البطون….
الثورة لغة هي التغيير الجذري وما أحسب ناظرا لمح للتغييرشبحا في كل وضعنا وأوضاع شعوبنا منذ بدأت الحراكات الشعبية التي أثمرت سقوط أنظمة بعض بلداننا وفتحت على المجتمعات ما فتحت من سعة الأحلام ومن ضنك الحال وفوضوية المآل للحد الذي بلغ بنا فيه التيه مداه بين ثورة أولى وثورة ثانية وثورة محبطة وثورة مأمولة….
أيجوز موضوعيا أو حتى مجازا أن نساوي ثورة أساها الفكر ومحركها التنظير وفلسفة الأنوار بـ”ثورة” محركها الفقر والقهر والحرمان واليأس؟؟؟ ثورة حملت التحرر والحرية والتطلع للمستقبل بكل ثقة في قدرات ومهارات البشر بـ”ثورة” الرضوخ والخنوع والاستسلام للجهل والاتكالية وانتظار سحرية “الإيمان” ؟؟؟؟
أي مستقبل يمكن أن نتطلع لبنائه بمجتمعات كل تعطشها لتغييب العقل والركون لقشوريات الدّين وخرافية التديّن وفوضى التفكير ووبائية وسميّة التكفير؟؟؟    
شعوب تبتز بالمزايدة بادعاء التقوى والورع والاستقامة وتولي أمرها من لا فضل ولا أفضلية “ثورية” لهم ولا حتى محقق أهلية و لا نبوغ لتعيد بعد سنة تدوير أسطوانة الثورة والثورية وما على جنبات مسالكها من فظاعات ودماء ودموع غير ذات أحقية في أن تدنس قيمية ثورية الآخرين ولا تستحق من ثمار الثورة غير ما هي فيه من فوقية بعض ظلمات التخلف والضبابية على بعض.
زيني محمد الأمين عبّاس
21 أكتوبر 2013