ديسمبر 6, 2017

رد يحفظ هاهنا خير من أن يضيع

By زيني محمد الأمين عباس

 أمام ما لاحظته من صعوبات في استعادة بعض النصوص التي سبق وأن كتبتها لى لأغراض مختلفة أنشر على صفحات مدونتي تباعا إن شاءالله كل ما استطعت جمعه منها لغرض الحفظ وأبدأ بهذاالرد الذي كتبته لأحد المجادلين من شديدي التحمس للدفاع عن الإخوان المسلمين.



رد واف أتمناه لك من بعض السقم شاف:
تحية المحبة والإخاء والاحترام أخي وبعد،
لقد بدأت سلسلة تعاليقك هذه بسؤال أظنه استنكاريا قوامه ما الذي بيني وبين الإخوان؟ 
وزدت على السؤال بالمراوحة بين التهم الجزاف والمغالطات ومفضوح دلائل الانتماء المشين لجماعة لا تعرف عنها مقدار ذرة مما يعرف غيرك وأمارات هوايتها بادية في ما منك صدر في هذه الأسطر القليلة:
         أما ما بيني وبين الإخوان وأزيدك معهم جمعا كل القومجيين العرب فبسيط بساطة ما يطرحونه من أفكار قوامها سذاجة ادعاء أن ما يجمع الناس (الإسلام بالنسبة للإخوان والانتماء العربي بالنسبة للآخرين) يمكن أن يكون ملهما لفكر سياسي يستقيم ويصلح لأن تكتسب بمقتضاه أهلية تبصّر مصالح الناس في هذه الدنيا وطلبها بالتطوع والإنابة ويسقطون بذلك في الخداع ومناهج الالتفاف على عقول الناس للوصول للسلطة التي لا يعرفون من دلالاتها غير ما خبروه بالوقع من أساليب التسلّط والظلم أو بالممارسة من مفضوح الهواية والمزاجية خلال المدة التي وصفتها بالشهر من الحكم.
         أما عن التهم الجزاف فمفردة بمنزلة الجمع أولا قوامها نسبتي بالصداقة لليساريين الذين زدتهم تهمة ثانيا أنهم حكموكم طوال خمسين سنة كما لو كانت لك أدلة على أن من حكموكم هم اليساريون أو هم خير من يمثل اليساريين. وفي هذا المضمار أود فقط أن أقول مسألتين:
·        أما الأولى فهي أنني لست يساريا وأدلة إثبات البراءة في غير مكان من كتابات وآراء ومواقف ومرجع التهمة عندي بساطة الطرح والتفكير بإتباع منهج الثنائيات البسيطة والتقابلية الذي يتسم به فكرنا العربي الإسلامي عموما فمن ليس أبيضا أسود بالضرورة ومن ليس معي فهو ضدّي…… ولكل في إرهاصات إشكاليات التفكير العربي الإسلامي تاريخيا مرجع يغنيك ويكبح جماحك عن محاولة الدفع مثل: “الأنا والآخر” “العقل والنقل” “التخيير والتسيير” “الأصالة والمعاصرة” “الحداثة والتراث”…………….
·        أما الثانية فدفع أتطوع به مجانا للحكام الذين حكموكم خمسون سنة بعناوين اليسار أو غيره قوامه أنهم أسوأ خلف لأفضل سلف: وأبدأ بالسلف الذي أقصد به هنا الاستعمار عندما رحل عن بلداننا بجيوشه وإدارته ترك لنا أساليب إدارة وتسيير دنيوية جاهزة (الدول) ما ابتدعها آباؤنا ولا أجدادنا وما هم لمقاصد فهم الحياة التي أدت لابتداعها نافذون أصلا إذ كل ما كان يشغل بالهم المزايدة بالزهد وادعاءات الورع والتقوى والصلاح حتى أورثونا التشبث بشكليانيات الحياة لحد أن أصبح الإسلام عندنا مثلا لحية أو سمة أثر سجود في جبهة أو خاتم فضة للرجال أو حجاب أو نقاب للمرأة…. وانتفت فينا قيمه التي بموجبها ننتهي عن استباحة الأرواح وارتكاب كبائر العمل كالكذب والنفاق….. وأما أنهم أسوأ الخلف فمرد ذلك إلى أن كل ما قاموا به هو إساءة إدارة وتسيير تلك الدول طوال الخمسين سنة حتى وقعت على من فيها وأصبحت مجتمعاتنا شاة بفيفاء تنهش في أحشائها كلاب هواة السياسة وتجار ربا الدين الذين أضع أمامهم هاهنا –كي أختم- تحديا قوامه أن يعيدوا بناء التركة ويبتدعوا لنا دولا تستقيم بما يدعونه من التحلي بالصفات الحميدة والمؤهلات الزائفة.
تحية متجددة وألف شكر وسلام
زيني محمد الأمين عبّاس
04 جويلية 2012