نوفمبر 27, 2023

دبلوماسية العرب بشأن حرب حماس وإسرائيل : نشاط مكثف في اتجاه خطأ

By زيني محمد الأمين عباس

منذ اندلاع الحرب التي أشعل فتيلها غزو حماس في صبيحة السابع من شهر أكتوبر لمدن وقرى محيط غزة والدبلوماسية العربية تقيم الدنيا ولا تقعدها مطالبة كل ذي نفوذ في العالم للضغط على إسرائيل من أجل وقف حربها على غزة.

ويشترك كل المتحدثين من وزراء الخارجية وبقية المسؤولين في تشديد الاتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم الحرب وتحميلها مسؤولية ما قامت به حماس الذي يعتبرونه ضمنيا ردة فعل على تنصل إسرائيل من التزاماتها تجاه عملية السلام وتنصلها من كل ما تعلق بتطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية …

والملفت في الأمر لكل ذي خلفية نقدية هو أن العرب يتغاضون كل التغاضي بل يتجاهلون بكل عمد وبسبق الإصرار والترصد لإدانة حماس وأعمالها القتالية التي تقوم بها بصفات المدنيين وبين بيوتهم ومنشآتهم طلبا للاحتماء من ردة فعل إسرائيل.

وحماس وقادتها في هذه مسألة الحرابة بالصفات المدنية ومن أنفاق تحت بيوت المدنيين ومؤسساتهم الطبية والتعليمية بعيدين كل البعد عن عدم طلب استعمال هؤلاء دروعا بشرية والحجة في ذلك قولهم صراحة على لسان أحد قادتهم “السياسيين” في شخص موسى أبو مرزوق أنهم يحفرون الأنفاق من أجل الاحتماء بها قادة ومقاتلين من الضربات الجوية الإسرائيلية وأن مسؤولية حماية مدنيي غزة تقع على هيئات الأمم المتحدة بحكم أنهم لاجئون.

وإن شذ من دبلوماسي عربي عن اجترار نفس الخطاب يمر مر الكرام وبحرج كبير على تعبير “ندين استهاف المدنيين من الطرفين” ليعود يكيل التهم لإسرائيل بما يحمل ضمنيا تأييده لحماس ولما قامت به من أعمال عدائية حملت إسرائيل على إعلان حربها على حماس وحشدت كل الدعم والتأييد من مختلف الدول الغربية النافذة ولا تزال.

ألم يكن من الأجدر بالدبلوماسية العربية أن تكون أكثر صراحة وحزما وتدين بأشد عبارات الإدانة والتنديد ما تقوم به حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية المسلحة من أسر إرادة شعب أعزل صاحب قضية عادلة وفرض رؤيتها المبتذلة لعسكرة قضيته وقيامها من وقت لآخر بأعمال قتالية ضد المدنيين الإسرائيليين تكون نتائجها من ردود فعل بحجم ما يعيشه أهل غزة من السابع من أكتوبر الماضي ؟؟؟

هل تتغاضى الدبلوماسية العربية عن حقيقة أن العالم يقرأ في خطاباتها الموجهة حصرا لإدانة ما تقوم به إسرائيل دون أي تنديد بإرهاب حماس دعما لا مشروطا لهذه المنظمة الإرهابية ولكل داعميها من أنظمة مارقة ؟؟

من يريد أن يكون موضوعيا من العرب عليه أن يبدأ قبل البداية بالإدانة والتنديد لما تقوم به إسرائيل في غزة بإدانة حماس وإرهابها في حق أهل غزة منذ أكثر من 17 سنة والمطالبة بنزع سلاح كل العصابات والميليشيات الخارجة عن القانون في غزة وفي المنطقة عموما وأن يجعل من مسعاه في تحقيق نزع السلاح ذاك إسهاما في توفير الظروف الملائمة لتحقيق الأمن في المنطقة لإسرائيل أولا وللشعب الفلسطيني في مرحلة ثانية.

إسرائيل دولة مسؤولة ولا يمكن أن يلومها في الإستماتة في الدفاع عن شعبها وعن مصالح شعبها إلا من لا يعير الشعب كبير اهتمام وما أكثرهم من بين قادتنا نحن العرب.

زيني محمد الأمين عبّاس

27 نزفمبر 2023