يناير 8, 2012

بلدان الإسلام وادعاء “الإسلام هو الحل”

By زيني محمد الأمين عباس
السر في أن لا تجد أبدا بلدا “مسلما” متقدما ولو في مجال واحد يكمن في أن التقدم الموصوف في تطور تاريخ البشرية بالتنمية والتصنيع والازدهار الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي… مرتبط تاريخيا بتمرّد العقل البشري على وضعية الخنوع لدكتاتورية الفكر الديني عموما وما الإسلام إلا دين كغيره من الأديان.  
المشكلة عندنا ليست في الإسلام كما لم تكن عند الغربيين في العصور الوسطى في المسيحية بقدر ما المشكلة في الانغلاق والتقوقع الذي يشكل سقما حضاريا وحلقة مفرغة يدور فيها مستنفذون من بني البشر باسم الدين ويسعون دونما أدنى مبررات تأهيل أو نبوغ للاستفراد بالريادة في جهود البحث عن تحقيق أفضل ظروف عيش لبني البشر بالمتاح من موارد وإمكانات في هذه الدنيا بجهد جماعي تطوّعي في الوقت الذي يعمل كلٌ منهم على انفراد على إتيان كل ما يتصوره مستلزما لراحة نفسه عند الله في الآخرة
الدين ليس مشكلة بنفس درجة أنه لا يمكن أن يكون حلا. الدين علاقة نفعية من جهة بين ذاك الكائن الآدمي صاحب الملكات التي تجعله ينفذ إلى أنه خلق دون إرادته وأنه لا يتحكم تماما في كل ظروف عيشه إن من حيث عدم التحكم في مصيره أو من حيث الهواجس التي تتولّد عن إدراك أن مصيره محتوم ويعلمه وبين خالق مطلق القدرة ونافذ الإرادة قدّر أن الملكات التي حبا بها بني البشر – والعقل جوهرها – دون غيرهم تجعلهم مؤهلين للإقرار بربوبيته وأمرهم بتجسيد ذلك الإقرار في الطاعة والعبادة ووفق قيامهم بذلك يحاسبهم يوم القيامة إن بالثواب أو بالعقاب.
من يخرج الدين من هذا الفهم أقرب ما يكون في نظري الشخصي كمن لا دين له وكل ما يقوم به على الجبهات الأخرى محض المزايدة والرياء والنفاق.
وفي الختام سيلاحظ القارئ الكريم أنني وضعت كلمة “مسلما” عند وصفي للبلد بها بين مزدوجتين لقناعتي بأن البلد أو الدولة ليس معنيا بتبني أو
بممارسة أي دين معين ولا ينتظر من الدين أي فائدة اللهم في ما تعلق بتعويله على أن تجليات الدين المتمثلة في تحقيق توازن الفرد والمجموعة وترسيخ حلقة قيم(الأخلاق) يمكن أن تكون أداة فعالة تساعد على تسهيل إدارة الشأن العام
زيني محمد الأمين عبّاس
08 جانفي 2012