فبراير 5, 2014
القضاء على عصابة إرهابية ليس قضاء على الإرهاب
لا شك أن الكثيرين استبشروا بالنجاح الذي تمكنت قوات الحرس الوطني من تحقيقه بالقضاء على عصابة إرهابية خطيرة يتزعمها على ما يبدو كمال القضقاضي المتهم الرئيس في قضية اغتيال شكري بلعيد، ذاك النجاح الذي يأمل آخرون أن يكون موجب طي صفحة وملف القضية بقتل القاتل وتضميد جراح ذوي القتيل أو القتلى على الأصح غير أن الخلل في المسألة يكمن في مستويات الفطنة واليقضة التي يتمتع بها القليلون ممن لهم موهبة النفاذ لما خلف تفاصيل مثل هذه القضايا بمناهج القراءات النقدية للأحداث ولمجرياتها وما يثيرونه من تساؤلات أهمها:
- أليس من المستراب مثلا أن يجتمع كل هؤلاء المطلوبون بتهم الإرهاب في مكان واحد ولمدة زمنية طويلة نسبيا وفي مواقع حساسة حتى ولو كانت كل المظاهر تدل على أنها مجرد حي شعبي؟؟؟؟
- ما السر في أن تكون أصداء الخطاب الرسمي تشير بقليل من التغليف لمواعيد قريبة لعقد المؤتمرات الصحفية لمد الرأي العام بتفاصيل القضية قبل بدإ أطوار الأحداث؟؟؟؟
- ما الذي يمكن استنتاجه من حقيقة أن المتهمين بقضية بلعيد ومثيلاتها ظلت مستعصية على الحل حتى على مستوى التحقيقات طيلة المدة الزمنية التي كانت فيها حكومة الترويكا في مقاليد الحكم وتسارعت أحداثها بين عشية وضحاها وبكل هذه السهولة؟؟؟؟
- ألا يمكن أن نشتم من ذلك رائحة الشبهة في البحث عن تعويض حصانات فقدت بالخروج من الحكم لبعض المشبوهين بصلة ما تتعلق برعاية الإرهاب من قريب أو من بعيد بتغييب المنفذين لعمليات الاغتيال السياسي جملة وتفصيلا بحصانة توقف الأبحاث بعد غياب المتهمين؟؟؟؟
- أيتناسى الجميع مثلنا العربي القائل “يا قاتل الروح فين تروح؟؟؟؟”
وفي الختام أظن التعقيد في مثل قضايا الاغتيال السياسي المستجدة في تونس “الثورة” والتي لم يعهد لها مثيل حتى في عهد نظام بن علي وما عرف به من جرآة التعدي على الناس وعلى حرياتهم وأعراضهم، أكبر من أن تنجح أساليب المسرحيات سيئة الإخرج في تمكين كل المتورطين فيها من الإفلات من ما يترتب أن يلحقهم من عقاب مستوجب بموجبها.
زيني محمد الأمين عبّاس
05 فيفري 2014