ديسمبر 4, 2016
مقترح وجيز إلى السيد وزير التربية
تحية تربوية خالصة، كما عهدنا ذلك في جميع المراسلات التربوية، وبعد،
أمام ما يتداول من نقاشات حول الاصلااحات التربوية عموما ومشروع الإصلاح الأخير الذي أنتم بصدد محاولة الدفاع عنه وتمريره في مثل ظروف الضبابية وعدم الوضوح التي نحن فيها منذ الثورة.
أمام كل هذا لا يسعني إلا أن أعرض عليكم فكرة مقترح تخامرني منذ إعلانكم عن قرار حذف إسعاف تلامذة الباكالوريا بنسبة 20 في المائة من مجهودهم السنوي وهو الإجراء الذي أثمنه شخصيا إذ لم أكن من الذين يعتبرونه إجراء ذي جدوى أصلا وإنما تنزل كما تعلمون ونعلم جميعا ضمن طبيعة التمرير الفوقي الرامية للتغطية على عيوب ما كان نظام بن علي يسميه الإصلااحات التربوية المتعاقبة منذ 1993 والتي لم تكن في الواقع إلا أسلوبا للتحايل على المانحين سُخرت بموجبه المنطومة التربوية التونسية وتم تجهيل ممنهج للأجيال المتعاقبة تحت مظلة أرقام مزهرة تسوق نجاحات في كل مرة للحصول على الأموال المطلوبة لتمويل الفساد.
ملخص المقترح استشرافي سيدي الوزير، إذ من البديهي أن مستويات الغالبية العظمى من التلاميذ جد متدنية ولا أمل لهم في النجاج عند التطبيق الصارم لهذا القرار وهو ما سيولد اختلال توازن كبير ببقاء أعداد كبيرة من التلاميذ في السنوات الرابعة تنضاف إلى أعداد الوافدين الجدد على هذا المستوى ونقص كبير في أعداد الطلبة الذين تنتظرهم المؤسسات الجامعية. وفي كلا الحالتين ستكون الدولة والمجتمع أمام إشكالات صعبة الحلول لذلك أرى أنه من الراشد التفكير مسبقا في حلول لهذه الإشكالات وذلك بخلق خطة جديدة بعنوان “تقني سامي مساعد” في جميع المجالات يوجه إليها كل الذين لا يستطيعون اجتياز عقبة الباكالوريا ويتم اعدادهم مهنيا في وسط جامعي لولوج سوق الشغل بحد أدنى من المهارات في المجال الذي يختارونه.
وتجدر الإشارة إلى وجوب أن يندرج قرار بعث خطة “التقني السامي المساعد” هذه ضمن رؤية شاملة لسياسة الدولة في مجال التشغيل عبر منح للتكوين وتشجيعات ضريبية مغرية لدمج المتخرجين الجدد في المرؤسسات العمومية والخاصة أو في مشاريع انتصاب للحساب الخاص الفردي والجماعي لهؤلاء.
زيني محمد الأمين عبّاس
04 ديسمبر 2016